يعتبر جبل القارة الذي يقع في الجهة الشرقية بمحافظة الأحساء من أهم المعالم السياحية في المملكة وفي العالم وهو واحد من المعالم السياحية ولمئات السنين من تاريخ الأحساء المكتوب، احتفظ جبل القارة الشهير الذي يتربع فوق واحة تطوقها غابة من النخيل بالعديد من الأسرار الغامضة التي ظلّت تنتقل بين الأجيال كأنها الأساطير، وبقدر ما كان الجبل يشمخ فوق الواحة الأحسائية الخضراء، فقد أضاف للذاكرة التراثية مزيداً من الإثراء في الموقع والقصة والمعالم. معلم سياحي جبل القارة الذي يعرف بجبل (الشبعان) من أبرز المعالم السياحية الطبيعية في الأحساء وأكثر المواقع التاريخية شهرة، ويقع على مساحة قاعدتها 1400 هكتار ويتكون من صخور رسوبية ويتميز بكهوفه ذات الطبيعة المناخية المتميزة، ويبلغ ارتفاع الجبل 70 متراً ويتبع الجبل رأس القارة وهو قمة صخرية وسط بلدة القارة . وطبيعة جبل القارة وخاصة التجويفات الصخرية تثير المتعة والتأمل لدى الزائر، فالصخور التي نحتتها الطبيعة وعوامل التعرية بأشكال مختلفة أعطت للمكان مزيداً من المتعة والرهبة، في حين أعطت الكهوف المتشعبة مزيداً من الغموض للمكان. يرتفع جبل القارة عن سطح البحر 210 مترا وعمره الجيولوجي (الحقبة الحديثة) وتتكون تركيبته الصخرية من (حجر رملي جيري) و أسباب مغاوره من حركة الأمواج البحرية وعوامل التعرية المختلفة مما يجعله مكيفا طبيعيا صيفا وشتاء في الأعياد والمناسبات وتعد الطبيعة المناخية لجبل القارة واحدة من أكثر ما يثير الدهشة لدى أهل الأحساء وزوارها الذين يقدمون من دول الخليج والمقيمين في المملكة ، فالجبل يمتاز بظاهرة انخفاض درجة الحرارة داخل الجبل صيفا وارتفاعها شتاء، وهذا التعارض بين المناخ داخل كهوف جبل القارة وخارجه، مما جعل الجبل على الدوام وعلى مرّ العصور يشهد العديد من الفعاليات الاجتماعية حيث يقصده أهالي القرى المحيطة منذ مئات السنين وحتى ظهور الكهرباء للتبرد من غلواء الصيف، وبالتالي نشطت حلقات الكتاتيب في مغارات الجبل، وزاد اهتمام الناس بهذه المغارات فراحوا يكتشفون المزيد منها. وفي الأعياد والمناسبات يتوجه الكثير من أهالي قرى ومدن الأحساء إلى زيارة جبل القارة يقول الباحث الاحسائي: محمد طاهر الجلواح، وهو من أبناء قرية القارة، إن كهوف جبل القارة التي تقع في ظهر الجبل، وتعاكس مدخله الأمامي الذي مهدته منذ سنوات بلدية الأحساء، كانت مرتعاً لأهالي القرى المحيطة بالجبل، يعقدون داخلها جلسات الأدب وتعليم القرآن، وتمتاز هذه الكهوف باتساع مساحاتها وتدرجها بشكل يشبه إلى درجة ما تدرج المسارح الرومانية، وقد أطلق القدماء أسماءً على بعض هذه الكهوف ترمز إلى طبيعتها أو إلى أسماء مكتشفيها، بينه كهف (الغيران) الذي كان كبار السن يقيمون فيه ما يشبه حلقات تحفيظ القرآن الكريم، وغار (الناقة) الذي يحتوي على عدد من الكهوف، ويمتاز هذا الكهف بشدة البرودة في الصيف والدفء في الشتاء، وفي بطنه غار يسمى (المعظمة) بسبب زيادة برودته في الصيف، حيث تقل درجات الحرارة عن 20 درجة مئوية، ويوصل إلى كهوف أشد برودة، إلى جانب كهوف أخرى مثل غار(الميهوب) وغار (أبوصالح).